الجزائر: عندما تتحول الحملة الانتخابية إلى فرصة لاتهام المغرب بالتجسس
الجزائر: عندما تتحول الحملة الانتخابية إلى فرصة لاتهام المغرب بالتجسس
في قلب الحملة الانتخابية الجزائرية، يبدو أن المغرب يلعب دورًا غير متوقع في الخطابات والأخبار، حيث تم تصنيفه كعدو سياسي منذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة. في الآونة الأخيرة، تم توجيه اتهامات جديدة للمغرب تتعلق بالتجسس، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذا الهجوم المتكرر.
اعتقالات بتهمة التجسس
في يوم الأحد، أعلن القضاء الجزائري عن اعتقال ثلاثة مغاربة بتهمة التجسس، والذين يُزعم أنهم كانوا جزءًا من شبكة تضم ستة أفراد، من بينهم ثلاثة جزائريين. توجيه هذه التهم يأتي في وقت حرج، حيث تتزامن مع اجتماع للمجلس الأعلى للأمن برئاسة تبون، مما يزيد من الشكوك حول الأهداف السياسية لهذا الإعلان.
التفاصيل والإعلام
وفقًا لوسائل الإعلام الجزائرية، تم تقديم المعتقلين أمام الجهات القضائية بتهمة "المساس بأمن الدولة"، وهي أقصى عقوبة يمكن توجيهها في البلاد. وكما هو متوقع، فإن قصة التجسس التي صاغتها السلطات الجزائرية تتضمن تفاصيل مثيرة، حيث يُزعم أن المتهمين كانوا يتلقون تعليمات من شخص يُدعى ب.س، مغربي الجنسية، بهدف زعزعة استقرار الجزائر.
الاستعراض الإعلامي
تتذكر هذه القضية مشاهد تشبه أفلام الحركة التي تسعى السلطات الجزائرية إلى ترويجها، حيث يظهر المشتبه بهم في مشاهد دراماتيكية تُظهرهم مكبلين بالأصفاد، مع اعترافات تُسجل باللهجة الجزائرية. هذه الاستعراضات تعزز من البروباغندا السياسية التي تصبغها الحكومة الجزائرية على خلفية الحملة الانتخابية.
استمرارية الصراع
تُضاف هذه الأحداث إلى سلسلة من الحملات ضد المغاربة التي بدأت منذ عام 2019، حيث قامت السلطات الجزائرية بنقل مجموعة من المغاربة المقيمين إلى الحدود مع المغرب. رغم إغلاق الحدود بين البلدين منذ عام 1994، تظل هذه الإجراءات مستمرة، مما يعكس التوتر المستمر بين الجارتين.
في الختام، يبدو أن الحملة الانتخابية الجزائرية أصبحت فرصة لإعادة تسليط الضوء على المغرب، عبر اتهامات تبدو في كثير من الأحيان كوسيلة لتعزيز الوضع الداخلي للرئيس تبون. يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التطورات على العلاقات بين الجزائر والمغرب في المستقبل القريب.